قراءة فى كتاب ..هكذا علمتني الحياة
منتديات نهر الحياة / Forum rever of life :: قسم القرائة و التعليم / Reading and education department :: كتب / Books
صفحة 1 من اصل 1
قراءة فى كتاب ..هكذا علمتني الحياة
قراءة فى كتاب ..هكذا علمتني الحياة
بســم الله الـرحمــن الرحيــم
السلام عليكــم ورحمـة الله وبركاتــة
كتاب أعجبنى جدا واحببت ان تشاركونى في قرائته :
احفظوه على أجهزتكم واقرؤه بمهل ..ولكن لابد من قرائته ..فهو كتاب قيم جدا جدا وأكثر من رائع
مقدمة المؤلف
الحمد لله الذي قدر كل شيء فأحسن قدره، وابتلى الإنسان بما يسرّه وما يسوؤه ليحسن في الحالتين شكره وصبره، وجعل لعبده مما يكره أملاً فيما يحب، ومما يحب حذراً مما يكره، فسبحانه واهب النعم، ومقدر النِقم، له الحمد في الأولى والآخرة، لا إله إلا هو كل شيء هالك إلا وجهه، وكل نعيم زائل إلا جنته، وصلى الله على سيدنا محمد الذي أوذي في سبيل الله أبلغ إيذاء، فلم يزده ذلك إلا إيماناً ومضاءً، وعلى آله وصحبه الذين كانوا في السراء حامدين شاكرين، وفي الضراء خاضعين صابرين، وسلّم تسليماً كثيراً.
وبعد... فهذه خطرات بدأت تسجيلها وأنا في مستشفى المواساة بدمشق في شهر ذي القعدة من عام 1381 للهجرة الموافق لشهر نيسان (إبريل) من عام 1962 للميلاد, وكنت بدأت بتسجيلها لنفسي حين رأيتني في عزلة عن الأهل والولد، والتدريس والتأليف، وتلك هي عادتي في السجون والأمراض والأسفار، غير أني فقدت كل ما دونته من قبل، فلما بدأت بتسجيل خواطري في هذه المرة، وكان يزورني بعض إخواني فيراني مكبّاً على الكتابة، أبدى عجبه من أمري، فقد أجمع كل الأطباء الذين يشرفون على علاجي في بلادنا وفي بلاد الغرب أن من الواجب أن أركن إلى الراحة التامة، فلا أقرأ ولا أكتب، ولا أشغل بالي بمشكلات الحياة وهمومها، حتى يقدر لي الشفاء من مرض كان سببه الأول – في رأيهم – إرهاق الأعصاب بما لا تتحمله، وقد صبرت أعصابي على إرهاقي لها بضع عشر سنة حتى ناءت بحمل ما أحمّلها من هموم وأحزان، فكان منها أن أعلنت احتجاجها بإيقافي عن النشاط والعمل إيقافاً تامّا بضعة شهور، ثم استطعت من بعدها أن أعود إلى نشاطي الفكري في التدريس والتأليف برغم إلحاح الأطباء عليّ بترك ذلك، ولكني لم أستطع اتباع نصائحهم لظروف شتى لا قِبَل لي بدفعها، حتى إذا دخلت المستشفى أخيرا بعد إلحاح المرض عليّ واشتداد الآلام، كان المفروض أن أقف مضطراً عن الكتابة، لولا أني وجدت نفسي مسوقاً إلى تسجيل خواطري التي لم يكن لي يد في إيقاف تواردها. وأقرب ما يكون الإنسان إلى التفكير، أبعد ما يكون عن الشواغل والمزعجات.
فلما رأى مني بعض أصدقائي ذلك، قرأت لهم بعض ما كتبت كالمعتذر عن مخالفة نصائح الأطباء، فاستحسنوه، وكان أمر بعضهم أن أخذ يتردد عليّ يوميّاً ليسمع ما استجد من خواطري، ثم غادرت المستشفى فتابعت تسجيل هذه الخواطر في فترات متقطعة كانت تدفعني إليها مناسبات الأحداث. إلى أن تجمع لي منها قدر كافٍ رأيت من الخير الاستجابة إلى رغبات بعض إخواني في نشرها رجاء النفع والفائدة إن شاء الله.
# 2 #
لقد دوّنت هذه الخواطر كما وردت، غير مرتبة ولا مبوبة، فقد كنت أرى المنظر فيوحي إليَّ بالخاطرة أو بأكثر فأدونها، ثم أرى منظراً آخر فأدوّن ما خطر لي تعليقاً عليه، وكنت أحياناً أتذكر ما مضى من حياتي مع الناس فأكتب ما استفدت من تجاربي معهم، وهكذا جاءت هذه الخواطر مختلطاً بعضها ببعض، وقد يوحي إليّ الأمر الذي أود التعليق عليه بخواطر مسلسلة فأكتبها يردف بعضها بعضاً كما يرى القارئ في بعض المواضع. وأيّا ما كان فأنا أعرضها كما كتبتها دون أن أعيد النظر في ضم النظير إلى نظيره، والموضوع إلى شبيهه، لغرضين اثنين:
أولاً: أن تكون صورة صادقة عن تفكيري خلال بضعة شهور قضيتها منقطعاً عن الناس ما بين المستشفى والبيت.
ثانياً: أن يكون في انتقال الخواطر من موضوع إلى موضوع، ما يلذ للقارئ متابعتها، فقد تمل النفس من موضوع واحد يتتابع فيه الكلام على نسق واحد، ولكنها تنشط حين تنتقل من معنى إلى معنى، كما تنشط النفس حين تنتقل في الحديقة من زهرة إلى زهرة، ومن ثمرة إلى أخرى.
# 3 #
إن هذه الخواطر هي خلاصة تجاربي في الحياة، لم أنقل شيئاً منها من كتاب، ولا استعنت فيها بآراء غيري من الناس، وأعتقد أن من حق الجيل الذي أتى بعدنا أن يطّلع على تجاربنا، وأن يستفيد من خبرتنا إذا وجد فيها ما يفيد، وهذا خير ما نقدمه له من هدية. إننا لا نستطيع أن نملي عليه آراءنا إملاءً، وليس ذلك من حقنا، وإنما نستطيع أن نقدم له النصح والموعظة، وخير النصح ما أعطته الحياة نفسها، وأبلغ الموعظة ما اتصل بتجارب الحياة ذاتها، والناس وإن اختلفت مشاربهم وعقولهم وطباعهم، فإنهم يلتقون على كثير من حقائق الحياة، ويجتمعون على كثير من الرغبات والحاجات والأهداف.وإني إنما أقدم هذه التجارب لمن عاش في مثل تفكيرنا وأهدافنا ومطامحنا ومقاييسنا، فهؤلاء الذين ينفعون بها، أما الذين يخالفوننا في العقيدة أو الاتجاه فقلّ أن يستفيدوا منها، ولا أعتقد أنهم يستطيعون الصبر على كثير مما جاء فيها من خواطر وأفكار، فمن أجل أولئك نشرت ما كتبت، أما هؤلاء المخالفون لنا في الاتجاه والنظرة إلى حقائق الحياة ومشكلاتها، فكل ما أرجو أن يستمعوا إليه، وأن يقرأوه على أنه يمثل وجهة نظر في مشاكل مجتمعنا الذي نعيش فيه، ولا سبيل إلى إنصاف مخالفك في الرأي إلا أن تستمع إليه وترى ما عنده، فقد تجد فيما تسمع – إن كنت طالباً للحق – بعض الصواب الذي كنت تظنه خطأ، وبعض الحق الذي كنت تراه باطلاً، وقد مدح الله عباده المؤمنين ? الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه? .
# 4 #
هذا وقد كانت خواطري التي أقدم أكثرها اليوم في هذا الكتاب ممزوجة بخواطر سياسية أوحت بها ظروفنا السياسية، فجردتها من هذه الخواطر الاجتماعية، رجاء أن يقرأ هذه من اختلف معنا في الاتجاه السياسي ومن وافقنا، وأرجأت نشر تلك الخواطر السياسية إلى فرصة أخرى أرجو أن تكون الظروف فيها ملائمة لنشرها أكثر من ظروفنا الحاضرة، وأن تكون النفوس فيها مستعدة لقبول النقد والحكم لها أو عليها أكثر مما هي مستعدة اليوم. وبخاصة أنا في مرضي ولا أريد إثارة الخصومات السياسية في وقت أرى أن ظروف بلادنا لا تسمح بإثارتها، وأن حالتي المرضية لا تسمح لي بالدخول في نقاش أو جدل حول ما كتبته فيها.وليس معنى هذا أن ما في هذا الكتاب لا يثير عليّ بعض الخصومات، ولكني أرى ما تثيره بعض خواطري في هذا الكتاب من خصومات، شيئاً أتقرب به إلى الله عز وجل، فالخصومات السياسية كثيراً ما يُثاب الإنسان عليها، أما الخصومات الفكرية – وبخاصة ما يتعلق منها بالدين والإصلاح الاجتماعي – فهي لا بد واقعة، والثواب فيها متوفر إن شاء الله لمن لم يبغِ في نقده إلا وجه الحق، وتخليص الناس من الأباطيل والأوهام.
# 5 #
وأنا في هذه الخواطر لم أحاول الغموض في صياغتها، ولا التحدث عن المعاني التي تخطر في بال الفلاسفة، ويدّعيها بعض المتفلسفين، لقد كتبتها بأسلوب تفهمه العامة كما تفهمه الخاصة، وكنت فيها منساقاً مع طبيعتي التي تحب البساطة في كل شيء، وتكره التعقيد في أي شيء.إنني لست في هذه الخواطر فيلسوفاً ولا حكيماً ولا مفكراً بعيد الغور في الوصول إلى الحقائق، ولكنني صاحب تجارب عملية في الحياة استغرقت من عمري أكثر من ربع قرن، وقد أحببت نقلها إلى من ينتفعون بما نكتب، ويتأثرون بخطانا فيما نفكر، وليس يهمني أن أبدو في نظرهم متفلسفاً، أو أديباً متأنفاً، وإنما يهمني أن أبدو لهم أخاً مرشداً ناصحاً يقول ما يفهمون، ولا يعنتهم في تدبر ما يقرأون.على أني أعترف أن كثيراً من الخواطر المنثورة في هذا الكتاب تحتمل معانٍ كثيرة، وقد تحتاج إلى شرح يبين المقصود منها، وقد أبقيتها على ما هي عليه من الشمول لتحتمل كل ما تحتمله من معانٍ، وتركت للأخ القارئ أن يفهمها أو يفهم منها ما يشاء ما دام لفظها يحتمل فهمه ويدل عليه.
# 6 #
وقد جاء في بعض الخواطر كلمات "منظومة" ولا أقول قصائد شعرية، فلست بالشاعر وليست عندي موهبة الشعر وسليقته، وإن كان لي ميل إليه، وبقراءته هوى، ولكنها خواطر "منظومة" جاءتني عفواً دون تعمّد، فتركت نفسي على سجيتها، تعبر عما تريد بالأسلوب الذي تريد، فهذا هو عذري فيما أثبته من "منظومات" لا تطرب الشعراء، ولا تهز أسماعهم، وحسبي أني طربت لها حين جاءت على لساني هكذا، فخشيت إن أهملت إثباتها في هذه الخواطر، أن يضيع على القارئ بعض ما فيها من خواطر وجدانية، وانفعالات نفسية، فرأيت أن أشركه معي فيها على أن يعلم أنها ليست – في نظري – شعراً أعتدّ به، بل خواطر أرتاح إليها.
# 7 #
وأحب أن أنبّه أيضاً على أنني فيما أوردت من خواطر تتناول فئات من الناس، لم أقصد أشخاصاً معينين، وإنما قصدت كل من اتصف بتلك الصفات، فالخواطر المتعلقة بهم خواطر نحو صفات معينة، لا أشخاص معينين، وأعوذ بالله من أن يكون في قلبي حقد نحو أحد، أو عندي رغبة في التشهير بإنسان مهما اختلفت معه في اتجاهه.ولست أقول كما قال أبو الطيب المتنبي:ومن عرف الأيام معرفتي بها وبالناس روَّى رمحه غير راحمفلا هو مرحوم إذا ظفروا به ولا في الردى الجاري عليهم بآثمولكني أقول: إن من بلغ من العمر ما بلغت (سبعاً وأربعين سنة) وأصابه من المرض ما أصابني (خمس سنين وبضعة شهور) وعرف الناس معرفتي بهم، يرى نفسه أكرم من أن يحمل حقداً أو عداوة شخصية يجري وراءها متقطع الأنفاس.لقد هانت عليّ الدنيا بما فيها من اللذائذ، وما تحتويه من عوامل الحسد والحقد والكراهية، ولم يبقَ في نفسي – شهد الله – إلا رغبة في الخير أفعله وأدل عليه، وإعراض عن الشر أهجره وأحذر منه، أما الأشخاص فنحن كلنا زائلون، ولن يبقى إلا ما ابتغي به وجه الله، أو قصد منه نفع الناس، وسيجزي الله كل إنسان على ما قدم من عمل، ونحن جميعاً – من ظالمين ومظلومين، ومتخاصمين ومتحابين – أحوج ما نكون حينئذ إلى عفو الله ورحمته ورضوانه.إلى ديّان يوم الدين نمضي وعند الله تجتمع الخصوم
# 8 #
وبعد ... فهذا ما أحببت أن أبينه للقارئ مما يعتلج في نفسي في نفسي من خواطر نحو هذه الخواطر، وإني لأرجو الله تبارك وتعالى أن ينتفع بها فيما أصبت فيه، وأن يغفر لي منها ما أخطأت فيه، وأن يجعل ثواب ذلك في عداد حسناتي يوم العرض عليه ? يوم لا ينفع مال ولا بنون * إلا من أتى الله بقلب سليم?، ? يوم لا تملك نفس لنفس شيئا والأمر يومئذ لله?، والحمد لله رب العالمين. دمشق 1 من جمادى الآخرة 1382 29 من تشرين الأول 1962 الدكتور مصطفى السباعي
القسم الأول
من أمراض هذه الحضارة
من مفاسد هذه الحضارة أنها تسمّي الاحتيال ذكاءً, والانحلال حرية، والرذيلة فنّاً، والاستغلال معونة.
شر من الحيوان
حين يرحم الإنسان الحيوان وهو يقسو على الإنسان يكون منافقاً في ادعاء الرحمة، وهو في الواقع شر من الحيوان.
مقياس السعادة الزوجية
الحد الفاصل بين سعادة الزوج وشقائه هو أن تكون زوجته عوناً على المصائب أو عوناً للمصائب عليه.
بلسم الجراح
نعم بلسم الجراح الإيمان بالقضاء والقدر.
أخطر على الدين
الذين يسيئون فهم الدين أخطر عليه من الذين ينحرفون عن تعاليمه، أولئك يعصون الله وينفِّرون الناس من الدين وهم يظنون أنهم يتقرَّبون إلى الله، وهؤلاء يتبعون شهواتهم وهم يعلمون أنهم يعصون الله ثم ما يلبثون أن يتوبوا إليه ويستغفروه.
آكل الدنيا بالدين
قاطع الطريق أقرب إلى الله وأحب إلى الناس من آكل الدنيا بالدين.
المبدأ النبيل
كل مبدأ نبيل إذا لم يحكمه دين سمح مسيطر، يجعل سلوك صاحبه في الحياة غير نبيل.
الرحمة خارج حدود الشريعة
الرحمة خارج حدود الشريعة مرض الضعفاء أو حيلة المفلسين.
إذا كنت تحب ..
إذا كنت تحبّ السرور في الحياة فاعتنِ بصحتك، وإذا كنت تحبّ السعادة في الحياة فاعتنِ بخلقك، وإذا كنت تحبّ الخلود في الحياة فاعتنِ بعقلك، وإذا كنت تحبّ ذلك كله فاعتنِ بدينك.
هذا الإنسان!
هذا الإنسان الذي يجمع غاية الضعف عند المرض والشهوة، وغاية القوّة عند الحروب وابتكار وسائل البناء والتدمير، هو وحده دليل على وجود الله.
المرض مدرسة!
المرض مدرسة تربوية لو أحسن المريض الاستفادة منها لكان نعمة لا نقمة.
لا تحتقرن أحداً
لا تحتقرن أحداً مهما هان؛ فقد يضعه الزمان موضع من يرتجى وصاله ويخشى فعاله.
أوهام مع العلم
لم تعش الإنسانية في مختلف عصورها كما تعيش اليوم تحت ركام ثقيل من الأوهام والخرافات بالرغم من تقدم العلم وارتياد الفضاء.
جهل خير من علم!
إذا لم يمنع العلم صاحبه من الانحدار كان جهل ابن البادية علماً خيراً من علمه.
ما هو العلم؟
ليس العلم أن تعرف المجهول .. ولكن .. أن تستفيد من معرفته.
أكثر الناس خطراً على ..
أكثر الناس خطراً على الأخلاق هم علماء "الأخلاق" وأكثر الناس خطراً على الدين هم رجال الدين . (أعني بهم الذين يتخذون الدين مهنة، وليس في الإسلام رجال دين، بل فيه فقهاء وعلماء ).
حسن الخلق
حسن الخلق يستر كثيراً من السيئات، كما أن سوء الخلق يغطّي كثيراً من الحسنات.
الرعد والماء
الرعد الذي لا ماء معه لا ينبت العشب، كذلك العمل الذي لا إخلاص فيه لا يثمر الخير.
الغنى والفقر
القناعة والطمع هما الغنى والفقر، فربَّ فقير هو أغنى منك، وربَّ غني هو أفقر منك..
الجمال والفضيلة
الجمال الذي لا فضيلة معه كالزهر الذي لا رائحة فيه.
الاعتدال في الحب والكره
لا تفرط في الحب والكره، فقد ينقلب الصديق عدوّا والعدو صديقاً.
الأخيار والأشرار
إذا لم يحسن الأخيار طريق العمل سلّط الله عليهم الأشرار.
انصح..
انصح نفسك بالشك في رغباتها، وانصح عقلك بالحذر من خطراته، وانصح جسمك بالشحّ في شهواته، و انصح مالك بالحكمة في إنفاقه، وانصح علمك بإدامة النظر في مصادره.
لا يغلبنك الشيطان!
لا يغلبنّك الشيطان على دينك بالتماس العذر لكل خطيئة، وتصيُّد الفتوى لكل معصية، فالحلال بيِّن، والحرام بيِّن، ومن اتَّقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه.
لا بد للخير من الجزاء..
أنفقت صحتي على الناس فوجدت قليلاً منهم في مرضي، فإن وجدت ثوابي عند ربي تمت نعمته عليَّ في الصحة والمرض.
من يفعل الخير لا يعدم جوازيه لا يذهب العرف بين الله والناس
الشهوة الآثمة والمباحة
الشهوة الآثمة حلاوة ساعة ثم مرارة العمر، والشهوة المباحة حلاوة ساعة ثم فناء العمر، والصبر المشروع مرارة ساعة ثم حلاوة الأبد..
الجبن والشجاعة
بين الجبن والشجاعة ثبات القلب ساعة.
لا يخدعنك الشيطان
لا يخدعنك الشيطان في ورعك؛ فقد يزهدك في التافه الحقير، ثم يطمعك في العظيم الخطير، ولا يخدعنك في عبادتك؛ فقد يحبب إليك النوافل، ثم يوسوس لك في ترك الفرائض.
المرض من غير ألم..
ما أجمل المرض من غير ألم!.. راحة للمرهقين والمتعبين...
لولا الألم
لولا الألم لكان المرض راحة تحبب الكسل، ولولا المرض لافترست الصحة أجمل نوازع الرحمة في الإنسان، ولولا الصحة لما قام الإنسان بواجب ولا بادر إلى مكرمة, ولولا الواجبات والمكرمات لما كان لوجود الإنسان في هذه الحياة معنى.
الطاعة والتقوى
ما ندم عبد على طاعة الله، ولا خسر من وقف عند حدوده، ولا هان من أكرم نفسه بالتقوى..
برد ونار!
يكفيك من التقوى برد الاطمئنان، ويكفيك من المعصية نار القلق والحرمان.
شتان!
انتماؤك إلى الله ارتفاع إليه، واتباعك الشيطان ارتماء عليه، وشتان بين من يرتفع إلى ملكوت السموات، ومن يهوي إلى أسفل الدركات.
شرار الناس
شرار الناس صنفان: عالم يبيع دينه لحاكم، وحاكم يبيع آخرته بدنياه.
أعظم نجاح!
أعظم نجاح في الحياة: أن تنجح في التوفيق بين رغباتك ورغبات زوجتك.
طول الحياة وقصرها
الحياة طويلة بجلائل الأعمال، قصيرة بسفاسفها.
مطية الراحلين إلى الله!
العمل والأمل هما مطية الراحلين إلى الله.
مسكين
لا يعرف الإنسان قصر الحياة إلا قرب انتهائها.
سنة الحياة
من سنة الحياة أن تعيش أحلام بعض الناس على أحلام بعض، ولو تحققت أحلامهم جميعاً لما عاشوا.
مقارنة
إنما يتم لك حسن الخلق بسوء أخلاق الآخرين..
حوار بين الحق والباطل
تمشَّى الباطل يوماً مع الحق
فقال الباطل: أنا أعلى منك رأساً.
قال الحق: أنا أثبت منك قدماً.
قال الباطل: أن أقوى منك.
قال الحق: أنا أبقى منك.
قال الباطل: أنا معي الأقوياء والمترفون.
قال الحق: ?وكذلك جعلنا في كل قرية أكابر مجرميها ليمكروا فيها وما يمكرون إلا بأنفسهم وما يشعرون ?.
قال الباطل: أستطيع أن أقتلك الآن.
قال الحق: ولكن أولادي سيقتلونك ولو بعد حين.
من عجيب شأن الحياة
من عجيب شأن الحياة أن يطلبها الناس بما تقتلهم به.
مثل الحياة
الحياة كالحسناء : إن طلبتها امتنعت منك، وإن رغبتَ عنها سعت إليك.
يقظة وغفلة
ما عجبت لشيء عجبي من يقظة أهل الباطل واجتماعهم عليه، وغفلة أهل الحق وتشتت أهوائهم فيه!.
الباطل والحق
الباطل ثعلب ماكر، والحق شاة وادعة، ولولا نصرة الله للحق لما انتصر على الباطل أبداً.
الفضيلة
الفضيلة فرس جموح لا تنقاد إلا للمتمكنين منها.
الشجاعة
ليست الشجاعة أن تقول الحق وأنت آمن، بل الشجاعة أن تقول الحق وأنت تستثقل رأسك!
السعادة
السعادة راحة النفس وطمأنينة الضمير، ولكل أناس مقاييسهم في ذلك.
العقائد بين الحب والحقد
العقائد التي يبنيها الحقد يهدمها الانتقام، والعقائد التي يبنيها الحب يحميها الإحسان.
الترفيه
المؤمن يرفه عن جد الحياة بما ينعش روحه، وبذلك يعيش حياته إنساناً كاملاً، وغير المؤمن يرفه عن جد الحياة بما يفسد إنسانيته، وبذلك يعيش حياته نصف إنسان.
التوكل والتواكل
قال التوكل: أنا ذاهب لأعمل، فقال النجاح: وأنا معك.
وقال التواكل: وأنا قاعد لأرتاح، فقال البؤس: وأنا معك.
الصدق والكذب
الصدق مطية لا تهلك صاحبها وإن عثرت به قليلاً، والكذب مطية لا تنجي صاحبها وإن جرت به طويلاً.
سر النجاح
سر النجاح في الحياة أن تواجه مصاعبها بثبات الطير في ثورة العاصفة.
لولا الإيمان
الحياة لولا الإيمان لُغْزٌ لا يفهم معناه.
الثبات
كن في الحياة كما وضعتك الحياة مع الارتفاع دائماً.
جمال الحياة
من عرف ربه رأى كل ما في الحياة جميلاً.
القوة والضعف
القوة هي ترك العدوان مع توفر أسبابه، والضعف هو الطيش عند أقل المغريات.
المؤمن والمعصية
ليس المؤمن هو الذي لا يعصي الله، ولكن المؤمن هو الذي إذا عصاه رجع إليه.
بين النبوة والعظمة
الفرق بين النبوة والعظمة هو: أن مقاييس الكمال في النبوة تقاس بمن في السماء ويا ما أكملهم! ومقاييس العظمة تقاس بمن في الأرض ويا ما أسوأهم!
نور وتراب
النبوة سماء تتكلم نوراً، والعظمة تراب يصَّعَّد غروراً، إلا العظمة المستمدة من النبوة، فإنها نور من الأرض يتّصل بنورٍ من السماء.
القسم الثاني
دواب الشيطان
إن للشيطان دواب يمتطيها ليصل بها إلى ما يريد من فتنة الناس وإغوائهم، منها: علماء السوء، ومنها: جهَلَة المتصوفة وزنادقتهم، ومنها: المرتزقون بالفكر والجمال، ومنها: الآكلون باللحى والعمائم ( أي : يخدعون بها الناس وليس لهم صلة بالعلم والدين )، وأضعف هذه الدواب وأقصرها مدى مجرمو الفقر والجهالة والتشرد.
جنود الحق
إن للحق جنوداً يخدمونه، منهم الباطل.
أدوات الشفاء
إذا اجتمع لمريض الهموم والأعباء : ركون إلى الله، وتذكر لسيرة رسول الله، وجو مرح،وسمَّار ذوو أذواق ، فقد قطع الشوط الأكبر نحو الشفاء.
قيثارة الشيطان وحبالته ودنانيره
الفَنُّ قيثارة الشيطان، والمرأة حبالته، وعلماء السوء دراهمه ودنانيره.
لذة..
لذة العابدين في المناجاة، ولذة العلماء في التفكير، ولذة الأسخياء في الإحسان، ولذة المصلحين في الهداية، ولذة الأشقياء في المشاكسة، ولذة اللئام في الأذى، ولذة الضالين في الإغواء والإفساد.
الله
العاقل يرى الله في كل شيء: في دقة التنظيم، وروعة الجمال، وإبداع الخلق، وعقوبة الظالمين.
القضاء والقدر
القضاء والقدر سرّ التوحيد، ومظهر العلم، وصمام الأمان في نظام الكون.
وجودك دليل وجوده
دلّك بجهلك على علمه، وبضعفك على قدرته، وببخلك على جوده، وبحاجتك على استغنائه، وبحدوثك على قدمه، وبوجودك على وجوده، فكيف تطلب بعد ذاتك دليلاً عليه؟
كيف؟ وأين؟
كيف يعصيه عبد شاهد قدرته؟ وأين يفر منه عبد يجده قبله وبعده؟ ومتى ينساه عبد تتوالى نعمه عليه؟
ستر الله أوسع
لو أعطانا القدرة على أن نرى الناس بما تدل عليه أعمالهم لرأى بعضنا بعضاً ذئاباً أو كلاباً أو حميراً أو خنازير، ولكن ستر الله أوسع.
الاستقامة
الاستقامة طريق أولها الكرامة، وأوسطها السلامة، وآخرها الجنة.
الدنيا
هذه الدنيا أولها بكاء، وأوسطها شقاء، وآخرها فناء، ثم إما نعيم أبداً، وإما عذاب سرمداً.
العاقلة والحمقاء
المرأة العاقلة ملك ذو جناحين تطير بزوجها على أحدهما، والمرأة الحمقاء شيطان ذو قرنين تنطح زوجها بأحدهما.
العاقل والأحمق
العاقل يشعل النار ليستدفئ بها، والأحمق يشعلها ليتحترق بها.
أين يسكن الخير؟
سأل الخير ربه: أين أجد مكاني؟ فقال: في قلوب المنكسرين إليَّ، المتعرِّفين عليَّ!.
التفاؤل
إذا نظرت بعين التفاؤل إلى الوجود رأيت الجمال شائعاً في كل ذراته، حتى القبح تجد فيه جمالاً..
القناعة
لا يكن همّك أن تكون غنيَّا، بل أن لا تكون فقيراً، وبين الفقر والغنى منزلة القانعين.
جناحان
طر إلى الله بجناحين من حب له، وثقة به.
القلب الممتلئ
الصندوق الممتلئ بالجواهر لا يتسع للحصى، والقلب الممتلئ بالحكمة لا يتسع للصغائر.
الحظوظ
قد تخدم الحظوظ الأشقياء ولكنها لا تجعلهم سعداء، وقد تواتي الظروف الظالمين ولكنها لا تجعلهم خالدين.
نعمة العقل
الصغار والمجانين لا يعرفون الأحزان، ومع ذلك فالكبار العقلاء أسعد منهم.
الآلام
الآلام طريق الخلود لكبار العزائم، وطريق الخمول لصغارها.
العاقبة
إنما تحمد اللذة إذا أعقبت طيب النفس، فإن أعقبت خبثاً كانت سمًّا.
حقيقة اللذة والألم
اللذة والألم ينبعثان من تصور النفس لحقيقتهما، فكم من لذة يراها غيرك ألماً، وكم من ألم يراه غيرك لذة.
الألم امتحان
الألم امتحان لفضائل النفس وصقل لمواهبها.
الألم واللذة
لولا الألم لما استمتع الإنسان باللذة.
· قلَّ أن تخلو لذة من ألم، أو ألم من لذة.
الإيمان
الإيمان يعطينا في الحياة ما نكسب به قلوب الناس دائماً: الأمانة، والصدق, والحب، وحسن المعاملة.
المغرور
المغرور إنسان نفخ الشيطان في دماغه، وطمس من بصره، وأضعف من ذوقه، فهو مخلوق مشوَّه.
الكذاب والخائن
لا يكذب من يثق بنفسه، ولا يخون من يعتز بشرفه.
الحق والحب
بالحق خلقت السموات والأرض، وبالحب قامتا.
رائحة الجنة
من أحبه الأخيار من عباد الله استطاع أن يشمّ رائحة الجنة.
إذا أردت أن تعرف
إذا أردت أن تعرف منزلتك عنده فانظر: أين أقامك؟ وبمَ استعملك؟
معنى العبادة
العبادة رجاء العبد سيده أن يبقيه رقيقاً.
المؤمن والكافر
المؤمن حر ولو كُبِّل بالقيود، والكافر عبد ولو خفقت له البنود.
من علامة رضاه
من علامة رضاه عنك أن يطلبك قبل أن تطلبه، وأن يدلك عليه قبل أن تبحث عنه.
الحاجة إليه
عَلِم أنك لا تصفو مودتك له فأحوجك إليه لتقبل بكل ذاتك عليه.
الطائر السجين
كم من طائر يظن أنه يحلّق في السماء وهو سجين قفصه، أولئك المفتونون من علماء السوء.
الصحة والمرض
إذا أمرضك فأقبلت عليه فقد منحك الصحة، وإذا عافاك فأعرضت عنه فقد أمرضك.
الأنس بالله
إذا أوحشك من نفسك وآنسك به فقد أحبّك.
علامة القبول
إذا قبلك نسب إليك ما لم تفعل, وإذا سخطك نسب إلى غيرك ما فعلت.
الإخلاص
إذا كان لا يقبل من العمل إلا ما كان خالصاً لوجهه إنا إذاً لهالكون.
موثق ومعتق
عبد الذنب موثق، وعبد الطاعة معتق.
عبد العبد وعبد السيد
عبد العبد يستطيع فكاك نفسه بالمال، وعبد السيد لا يستطيع فكاك نفسه إلا بالأعمال.
المعصية والطاعة
المعصية سجن وشؤم وعار، والطاعة حرية ويمن وفخار.
لحظات!
بين المعصية والطاعة صبر النفس عن هواها لحظات.
بين صبرين
الصبر على الهوى أشق من الصبر في المعركة وأعظم أجراً، فالشجاع يدخل المعركة يمضغ في شدقيه لذة الظفر، فإذا حمي الوطيس نشطت نفسه وزغردت، والمؤمن وهو يصارع هواه يتجرَّع مرارة الحرمان فإذا صمّم على الصبر ولَّت نفسه وأعولت، والشجاع يحارب أعداءه رياءً وسمعة وعصبية واحتساباً، ولكن المؤمن لا يحارب أهواءه إلا طاعة واحتساباً.
مناجاة!
يا رب إذا كان في أنبيائك أولو العزم وغير أولي العزم وجميعهم أحباؤك، أفلا يكون في عبادك أولو الصبر وغير أولي الصبر وجميعهم عتقاؤك؟
مناجاة!
إلهي! وعزتك ما عصيناك اجتراءً على مقامك، ولا استحلالاً لحرامك، ولكن غلبتنا أنفسنا وطمعنا في واسع غفرانك، فلئن طاردنا شبح المعصية لنلوذنًّ بعظيم جنابك، ولئن استحكمت حولنا حلقات الإثم لنفكنها بصادق وعدك في كتابك، ولئن أغرى الشيطان نفوسنا باللذة حين عصيناك، فليغرين الإيمان قلوبنا بما للتائبين من فسيح جنانك، ولئن انتصر الشيطان علينا لحظات، فلنستنصرنَّ بك الدهر كله، ولئن كذب الشيطان في إغوائه، ليصدقن الله في رجائه.
لمَ لا ينشرون فضائل الرسول صلى الله عليه وسلم
إذا أحب الناس إنساناً كتموا عيوبه ونشروا حسناته، فكيف لا ينشر المؤمنون فضائل رسولهم وليست له عيوب؟
رسول الله والأنبياء
لئن شقَّ موسى بحراً من الماء فانحسر عن رمل وحصى، فقد شقَّ محمد صلى الله عليه وسلم بحوراً من النفوس فانحسرت عن عظماء خالدين، ولئن ردَّ الله ليوشع شمساً غابت بعد لحظات فقد ردَّ الله بمحمد إلى الدنيا شمساً لا تغيب مدى الحياة، ولئن أحيا عيسى الموتى ثم ماتوا فقد أحيا محمد أمماً ثم لم تمت ..
إذا امتلأ القلب
إذا امتلأ القلب بالمحبة أشرق الوجه، إذا امتلأ بالهيبة خشعت الجوارح، وإذا امتلأ بالحكمة استقام التفكير، وإذا امتلأ بالهوى ثار البطن والفرج.
لا يحاسب
المريض المتألم كالنائم: يهذر ويرفث ولكنه لا يحاسب.
لا تعظ!
لا تعظ مغلوباً على هواه حتى يعود إليه بعض عقله.
كل محبة تورث شيئاً
محبة الله تورث السلامة، ومحبة الناس تورث الندامة، ومحبة الزوجة تورث الجنون.
إذا همّت نفسك
إذا همّت نفسك بالمعصية فذكرها بالله، فإذا لم ترجع فذكرها بأخلاق الرجال، فإذا لم ترجع فذكرها بالفضيحة إذا علم بها الناس، فإذا لم ترجع فاعلم أنك تلك الساعة قد انقلبت إلى حيوان.
أخف العيوب
لكل إنسان عيب، وأخف العيوب ما لا تكون له آثار تبقى.
احذر وأسرع
إذا مدك الله بالنعم وأنت على معاصيه فاعلم بأنك مستدرج، وإذا سترك فلم يفضحك، فاعلم أنه أراد منك الإسراع في العودة إليه.
أنواع الحب
الحب وَلَهُ القلب، فإن تعلق بحقير كان وَلَه الأطفال، وإن تعلق بإثم كان وله الحمقى، وإن تعلق بفان كان وله المرضى، وإن تعلق بباق عظيم كان وله الأنبياء والصديقين.
بين الخوف والرجاء
يخوّفنا بعقابه فأين رحمته؟ ويرجينا برحمته فأين عذابه؟ هما أمران ثابتان: رحمته وعذابه، فللمؤمن بينهما مقامان متلازمان: خوفه ورجاؤه.
بســم الله الـرحمــن الرحيــم
السلام عليكــم ورحمـة الله وبركاتــة
كتاب أعجبنى جدا واحببت ان تشاركونى في قرائته :
احفظوه على أجهزتكم واقرؤه بمهل ..ولكن لابد من قرائته ..فهو كتاب قيم جدا جدا وأكثر من رائع
مقدمة المؤلف
الحمد لله الذي قدر كل شيء فأحسن قدره، وابتلى الإنسان بما يسرّه وما يسوؤه ليحسن في الحالتين شكره وصبره، وجعل لعبده مما يكره أملاً فيما يحب، ومما يحب حذراً مما يكره، فسبحانه واهب النعم، ومقدر النِقم، له الحمد في الأولى والآخرة، لا إله إلا هو كل شيء هالك إلا وجهه، وكل نعيم زائل إلا جنته، وصلى الله على سيدنا محمد الذي أوذي في سبيل الله أبلغ إيذاء، فلم يزده ذلك إلا إيماناً ومضاءً، وعلى آله وصحبه الذين كانوا في السراء حامدين شاكرين، وفي الضراء خاضعين صابرين، وسلّم تسليماً كثيراً.
وبعد... فهذه خطرات بدأت تسجيلها وأنا في مستشفى المواساة بدمشق في شهر ذي القعدة من عام 1381 للهجرة الموافق لشهر نيسان (إبريل) من عام 1962 للميلاد, وكنت بدأت بتسجيلها لنفسي حين رأيتني في عزلة عن الأهل والولد، والتدريس والتأليف، وتلك هي عادتي في السجون والأمراض والأسفار، غير أني فقدت كل ما دونته من قبل، فلما بدأت بتسجيل خواطري في هذه المرة، وكان يزورني بعض إخواني فيراني مكبّاً على الكتابة، أبدى عجبه من أمري، فقد أجمع كل الأطباء الذين يشرفون على علاجي في بلادنا وفي بلاد الغرب أن من الواجب أن أركن إلى الراحة التامة، فلا أقرأ ولا أكتب، ولا أشغل بالي بمشكلات الحياة وهمومها، حتى يقدر لي الشفاء من مرض كان سببه الأول – في رأيهم – إرهاق الأعصاب بما لا تتحمله، وقد صبرت أعصابي على إرهاقي لها بضع عشر سنة حتى ناءت بحمل ما أحمّلها من هموم وأحزان، فكان منها أن أعلنت احتجاجها بإيقافي عن النشاط والعمل إيقافاً تامّا بضعة شهور، ثم استطعت من بعدها أن أعود إلى نشاطي الفكري في التدريس والتأليف برغم إلحاح الأطباء عليّ بترك ذلك، ولكني لم أستطع اتباع نصائحهم لظروف شتى لا قِبَل لي بدفعها، حتى إذا دخلت المستشفى أخيرا بعد إلحاح المرض عليّ واشتداد الآلام، كان المفروض أن أقف مضطراً عن الكتابة، لولا أني وجدت نفسي مسوقاً إلى تسجيل خواطري التي لم يكن لي يد في إيقاف تواردها. وأقرب ما يكون الإنسان إلى التفكير، أبعد ما يكون عن الشواغل والمزعجات.
فلما رأى مني بعض أصدقائي ذلك، قرأت لهم بعض ما كتبت كالمعتذر عن مخالفة نصائح الأطباء، فاستحسنوه، وكان أمر بعضهم أن أخذ يتردد عليّ يوميّاً ليسمع ما استجد من خواطري، ثم غادرت المستشفى فتابعت تسجيل هذه الخواطر في فترات متقطعة كانت تدفعني إليها مناسبات الأحداث. إلى أن تجمع لي منها قدر كافٍ رأيت من الخير الاستجابة إلى رغبات بعض إخواني في نشرها رجاء النفع والفائدة إن شاء الله.
# 2 #
لقد دوّنت هذه الخواطر كما وردت، غير مرتبة ولا مبوبة، فقد كنت أرى المنظر فيوحي إليَّ بالخاطرة أو بأكثر فأدونها، ثم أرى منظراً آخر فأدوّن ما خطر لي تعليقاً عليه، وكنت أحياناً أتذكر ما مضى من حياتي مع الناس فأكتب ما استفدت من تجاربي معهم، وهكذا جاءت هذه الخواطر مختلطاً بعضها ببعض، وقد يوحي إليّ الأمر الذي أود التعليق عليه بخواطر مسلسلة فأكتبها يردف بعضها بعضاً كما يرى القارئ في بعض المواضع. وأيّا ما كان فأنا أعرضها كما كتبتها دون أن أعيد النظر في ضم النظير إلى نظيره، والموضوع إلى شبيهه، لغرضين اثنين:
أولاً: أن تكون صورة صادقة عن تفكيري خلال بضعة شهور قضيتها منقطعاً عن الناس ما بين المستشفى والبيت.
ثانياً: أن يكون في انتقال الخواطر من موضوع إلى موضوع، ما يلذ للقارئ متابعتها، فقد تمل النفس من موضوع واحد يتتابع فيه الكلام على نسق واحد، ولكنها تنشط حين تنتقل من معنى إلى معنى، كما تنشط النفس حين تنتقل في الحديقة من زهرة إلى زهرة، ومن ثمرة إلى أخرى.
# 3 #
إن هذه الخواطر هي خلاصة تجاربي في الحياة، لم أنقل شيئاً منها من كتاب، ولا استعنت فيها بآراء غيري من الناس، وأعتقد أن من حق الجيل الذي أتى بعدنا أن يطّلع على تجاربنا، وأن يستفيد من خبرتنا إذا وجد فيها ما يفيد، وهذا خير ما نقدمه له من هدية. إننا لا نستطيع أن نملي عليه آراءنا إملاءً، وليس ذلك من حقنا، وإنما نستطيع أن نقدم له النصح والموعظة، وخير النصح ما أعطته الحياة نفسها، وأبلغ الموعظة ما اتصل بتجارب الحياة ذاتها، والناس وإن اختلفت مشاربهم وعقولهم وطباعهم، فإنهم يلتقون على كثير من حقائق الحياة، ويجتمعون على كثير من الرغبات والحاجات والأهداف.وإني إنما أقدم هذه التجارب لمن عاش في مثل تفكيرنا وأهدافنا ومطامحنا ومقاييسنا، فهؤلاء الذين ينفعون بها، أما الذين يخالفوننا في العقيدة أو الاتجاه فقلّ أن يستفيدوا منها، ولا أعتقد أنهم يستطيعون الصبر على كثير مما جاء فيها من خواطر وأفكار، فمن أجل أولئك نشرت ما كتبت، أما هؤلاء المخالفون لنا في الاتجاه والنظرة إلى حقائق الحياة ومشكلاتها، فكل ما أرجو أن يستمعوا إليه، وأن يقرأوه على أنه يمثل وجهة نظر في مشاكل مجتمعنا الذي نعيش فيه، ولا سبيل إلى إنصاف مخالفك في الرأي إلا أن تستمع إليه وترى ما عنده، فقد تجد فيما تسمع – إن كنت طالباً للحق – بعض الصواب الذي كنت تظنه خطأ، وبعض الحق الذي كنت تراه باطلاً، وقد مدح الله عباده المؤمنين ? الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه? .
# 4 #
هذا وقد كانت خواطري التي أقدم أكثرها اليوم في هذا الكتاب ممزوجة بخواطر سياسية أوحت بها ظروفنا السياسية، فجردتها من هذه الخواطر الاجتماعية، رجاء أن يقرأ هذه من اختلف معنا في الاتجاه السياسي ومن وافقنا، وأرجأت نشر تلك الخواطر السياسية إلى فرصة أخرى أرجو أن تكون الظروف فيها ملائمة لنشرها أكثر من ظروفنا الحاضرة، وأن تكون النفوس فيها مستعدة لقبول النقد والحكم لها أو عليها أكثر مما هي مستعدة اليوم. وبخاصة أنا في مرضي ولا أريد إثارة الخصومات السياسية في وقت أرى أن ظروف بلادنا لا تسمح بإثارتها، وأن حالتي المرضية لا تسمح لي بالدخول في نقاش أو جدل حول ما كتبته فيها.وليس معنى هذا أن ما في هذا الكتاب لا يثير عليّ بعض الخصومات، ولكني أرى ما تثيره بعض خواطري في هذا الكتاب من خصومات، شيئاً أتقرب به إلى الله عز وجل، فالخصومات السياسية كثيراً ما يُثاب الإنسان عليها، أما الخصومات الفكرية – وبخاصة ما يتعلق منها بالدين والإصلاح الاجتماعي – فهي لا بد واقعة، والثواب فيها متوفر إن شاء الله لمن لم يبغِ في نقده إلا وجه الحق، وتخليص الناس من الأباطيل والأوهام.
# 5 #
وأنا في هذه الخواطر لم أحاول الغموض في صياغتها، ولا التحدث عن المعاني التي تخطر في بال الفلاسفة، ويدّعيها بعض المتفلسفين، لقد كتبتها بأسلوب تفهمه العامة كما تفهمه الخاصة، وكنت فيها منساقاً مع طبيعتي التي تحب البساطة في كل شيء، وتكره التعقيد في أي شيء.إنني لست في هذه الخواطر فيلسوفاً ولا حكيماً ولا مفكراً بعيد الغور في الوصول إلى الحقائق، ولكنني صاحب تجارب عملية في الحياة استغرقت من عمري أكثر من ربع قرن، وقد أحببت نقلها إلى من ينتفعون بما نكتب، ويتأثرون بخطانا فيما نفكر، وليس يهمني أن أبدو في نظرهم متفلسفاً، أو أديباً متأنفاً، وإنما يهمني أن أبدو لهم أخاً مرشداً ناصحاً يقول ما يفهمون، ولا يعنتهم في تدبر ما يقرأون.على أني أعترف أن كثيراً من الخواطر المنثورة في هذا الكتاب تحتمل معانٍ كثيرة، وقد تحتاج إلى شرح يبين المقصود منها، وقد أبقيتها على ما هي عليه من الشمول لتحتمل كل ما تحتمله من معانٍ، وتركت للأخ القارئ أن يفهمها أو يفهم منها ما يشاء ما دام لفظها يحتمل فهمه ويدل عليه.
# 6 #
وقد جاء في بعض الخواطر كلمات "منظومة" ولا أقول قصائد شعرية، فلست بالشاعر وليست عندي موهبة الشعر وسليقته، وإن كان لي ميل إليه، وبقراءته هوى، ولكنها خواطر "منظومة" جاءتني عفواً دون تعمّد، فتركت نفسي على سجيتها، تعبر عما تريد بالأسلوب الذي تريد، فهذا هو عذري فيما أثبته من "منظومات" لا تطرب الشعراء، ولا تهز أسماعهم، وحسبي أني طربت لها حين جاءت على لساني هكذا، فخشيت إن أهملت إثباتها في هذه الخواطر، أن يضيع على القارئ بعض ما فيها من خواطر وجدانية، وانفعالات نفسية، فرأيت أن أشركه معي فيها على أن يعلم أنها ليست – في نظري – شعراً أعتدّ به، بل خواطر أرتاح إليها.
# 7 #
وأحب أن أنبّه أيضاً على أنني فيما أوردت من خواطر تتناول فئات من الناس، لم أقصد أشخاصاً معينين، وإنما قصدت كل من اتصف بتلك الصفات، فالخواطر المتعلقة بهم خواطر نحو صفات معينة، لا أشخاص معينين، وأعوذ بالله من أن يكون في قلبي حقد نحو أحد، أو عندي رغبة في التشهير بإنسان مهما اختلفت معه في اتجاهه.ولست أقول كما قال أبو الطيب المتنبي:ومن عرف الأيام معرفتي بها وبالناس روَّى رمحه غير راحمفلا هو مرحوم إذا ظفروا به ولا في الردى الجاري عليهم بآثمولكني أقول: إن من بلغ من العمر ما بلغت (سبعاً وأربعين سنة) وأصابه من المرض ما أصابني (خمس سنين وبضعة شهور) وعرف الناس معرفتي بهم، يرى نفسه أكرم من أن يحمل حقداً أو عداوة شخصية يجري وراءها متقطع الأنفاس.لقد هانت عليّ الدنيا بما فيها من اللذائذ، وما تحتويه من عوامل الحسد والحقد والكراهية، ولم يبقَ في نفسي – شهد الله – إلا رغبة في الخير أفعله وأدل عليه، وإعراض عن الشر أهجره وأحذر منه، أما الأشخاص فنحن كلنا زائلون، ولن يبقى إلا ما ابتغي به وجه الله، أو قصد منه نفع الناس، وسيجزي الله كل إنسان على ما قدم من عمل، ونحن جميعاً – من ظالمين ومظلومين، ومتخاصمين ومتحابين – أحوج ما نكون حينئذ إلى عفو الله ورحمته ورضوانه.إلى ديّان يوم الدين نمضي وعند الله تجتمع الخصوم
# 8 #
وبعد ... فهذا ما أحببت أن أبينه للقارئ مما يعتلج في نفسي في نفسي من خواطر نحو هذه الخواطر، وإني لأرجو الله تبارك وتعالى أن ينتفع بها فيما أصبت فيه، وأن يغفر لي منها ما أخطأت فيه، وأن يجعل ثواب ذلك في عداد حسناتي يوم العرض عليه ? يوم لا ينفع مال ولا بنون * إلا من أتى الله بقلب سليم?، ? يوم لا تملك نفس لنفس شيئا والأمر يومئذ لله?، والحمد لله رب العالمين. دمشق 1 من جمادى الآخرة 1382 29 من تشرين الأول 1962 الدكتور مصطفى السباعي
القسم الأول
من أمراض هذه الحضارة
من مفاسد هذه الحضارة أنها تسمّي الاحتيال ذكاءً, والانحلال حرية، والرذيلة فنّاً، والاستغلال معونة.
شر من الحيوان
حين يرحم الإنسان الحيوان وهو يقسو على الإنسان يكون منافقاً في ادعاء الرحمة، وهو في الواقع شر من الحيوان.
مقياس السعادة الزوجية
الحد الفاصل بين سعادة الزوج وشقائه هو أن تكون زوجته عوناً على المصائب أو عوناً للمصائب عليه.
بلسم الجراح
نعم بلسم الجراح الإيمان بالقضاء والقدر.
أخطر على الدين
الذين يسيئون فهم الدين أخطر عليه من الذين ينحرفون عن تعاليمه، أولئك يعصون الله وينفِّرون الناس من الدين وهم يظنون أنهم يتقرَّبون إلى الله، وهؤلاء يتبعون شهواتهم وهم يعلمون أنهم يعصون الله ثم ما يلبثون أن يتوبوا إليه ويستغفروه.
آكل الدنيا بالدين
قاطع الطريق أقرب إلى الله وأحب إلى الناس من آكل الدنيا بالدين.
المبدأ النبيل
كل مبدأ نبيل إذا لم يحكمه دين سمح مسيطر، يجعل سلوك صاحبه في الحياة غير نبيل.
الرحمة خارج حدود الشريعة
الرحمة خارج حدود الشريعة مرض الضعفاء أو حيلة المفلسين.
إذا كنت تحب ..
إذا كنت تحبّ السرور في الحياة فاعتنِ بصحتك، وإذا كنت تحبّ السعادة في الحياة فاعتنِ بخلقك، وإذا كنت تحبّ الخلود في الحياة فاعتنِ بعقلك، وإذا كنت تحبّ ذلك كله فاعتنِ بدينك.
هذا الإنسان!
هذا الإنسان الذي يجمع غاية الضعف عند المرض والشهوة، وغاية القوّة عند الحروب وابتكار وسائل البناء والتدمير، هو وحده دليل على وجود الله.
المرض مدرسة!
المرض مدرسة تربوية لو أحسن المريض الاستفادة منها لكان نعمة لا نقمة.
لا تحتقرن أحداً
لا تحتقرن أحداً مهما هان؛ فقد يضعه الزمان موضع من يرتجى وصاله ويخشى فعاله.
أوهام مع العلم
لم تعش الإنسانية في مختلف عصورها كما تعيش اليوم تحت ركام ثقيل من الأوهام والخرافات بالرغم من تقدم العلم وارتياد الفضاء.
جهل خير من علم!
إذا لم يمنع العلم صاحبه من الانحدار كان جهل ابن البادية علماً خيراً من علمه.
ما هو العلم؟
ليس العلم أن تعرف المجهول .. ولكن .. أن تستفيد من معرفته.
أكثر الناس خطراً على ..
أكثر الناس خطراً على الأخلاق هم علماء "الأخلاق" وأكثر الناس خطراً على الدين هم رجال الدين . (أعني بهم الذين يتخذون الدين مهنة، وليس في الإسلام رجال دين، بل فيه فقهاء وعلماء ).
حسن الخلق
حسن الخلق يستر كثيراً من السيئات، كما أن سوء الخلق يغطّي كثيراً من الحسنات.
الرعد والماء
الرعد الذي لا ماء معه لا ينبت العشب، كذلك العمل الذي لا إخلاص فيه لا يثمر الخير.
الغنى والفقر
القناعة والطمع هما الغنى والفقر، فربَّ فقير هو أغنى منك، وربَّ غني هو أفقر منك..
الجمال والفضيلة
الجمال الذي لا فضيلة معه كالزهر الذي لا رائحة فيه.
الاعتدال في الحب والكره
لا تفرط في الحب والكره، فقد ينقلب الصديق عدوّا والعدو صديقاً.
الأخيار والأشرار
إذا لم يحسن الأخيار طريق العمل سلّط الله عليهم الأشرار.
انصح..
انصح نفسك بالشك في رغباتها، وانصح عقلك بالحذر من خطراته، وانصح جسمك بالشحّ في شهواته، و انصح مالك بالحكمة في إنفاقه، وانصح علمك بإدامة النظر في مصادره.
لا يغلبنك الشيطان!
لا يغلبنّك الشيطان على دينك بالتماس العذر لكل خطيئة، وتصيُّد الفتوى لكل معصية، فالحلال بيِّن، والحرام بيِّن، ومن اتَّقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه.
لا بد للخير من الجزاء..
أنفقت صحتي على الناس فوجدت قليلاً منهم في مرضي، فإن وجدت ثوابي عند ربي تمت نعمته عليَّ في الصحة والمرض.
من يفعل الخير لا يعدم جوازيه لا يذهب العرف بين الله والناس
الشهوة الآثمة والمباحة
الشهوة الآثمة حلاوة ساعة ثم مرارة العمر، والشهوة المباحة حلاوة ساعة ثم فناء العمر، والصبر المشروع مرارة ساعة ثم حلاوة الأبد..
الجبن والشجاعة
بين الجبن والشجاعة ثبات القلب ساعة.
لا يخدعنك الشيطان
لا يخدعنك الشيطان في ورعك؛ فقد يزهدك في التافه الحقير، ثم يطمعك في العظيم الخطير، ولا يخدعنك في عبادتك؛ فقد يحبب إليك النوافل، ثم يوسوس لك في ترك الفرائض.
المرض من غير ألم..
ما أجمل المرض من غير ألم!.. راحة للمرهقين والمتعبين...
لولا الألم
لولا الألم لكان المرض راحة تحبب الكسل، ولولا المرض لافترست الصحة أجمل نوازع الرحمة في الإنسان، ولولا الصحة لما قام الإنسان بواجب ولا بادر إلى مكرمة, ولولا الواجبات والمكرمات لما كان لوجود الإنسان في هذه الحياة معنى.
الطاعة والتقوى
ما ندم عبد على طاعة الله، ولا خسر من وقف عند حدوده، ولا هان من أكرم نفسه بالتقوى..
برد ونار!
يكفيك من التقوى برد الاطمئنان، ويكفيك من المعصية نار القلق والحرمان.
شتان!
انتماؤك إلى الله ارتفاع إليه، واتباعك الشيطان ارتماء عليه، وشتان بين من يرتفع إلى ملكوت السموات، ومن يهوي إلى أسفل الدركات.
شرار الناس
شرار الناس صنفان: عالم يبيع دينه لحاكم، وحاكم يبيع آخرته بدنياه.
أعظم نجاح!
أعظم نجاح في الحياة: أن تنجح في التوفيق بين رغباتك ورغبات زوجتك.
طول الحياة وقصرها
الحياة طويلة بجلائل الأعمال، قصيرة بسفاسفها.
مطية الراحلين إلى الله!
العمل والأمل هما مطية الراحلين إلى الله.
مسكين
لا يعرف الإنسان قصر الحياة إلا قرب انتهائها.
سنة الحياة
من سنة الحياة أن تعيش أحلام بعض الناس على أحلام بعض، ولو تحققت أحلامهم جميعاً لما عاشوا.
مقارنة
إنما يتم لك حسن الخلق بسوء أخلاق الآخرين..
حوار بين الحق والباطل
تمشَّى الباطل يوماً مع الحق
فقال الباطل: أنا أعلى منك رأساً.
قال الحق: أنا أثبت منك قدماً.
قال الباطل: أن أقوى منك.
قال الحق: أنا أبقى منك.
قال الباطل: أنا معي الأقوياء والمترفون.
قال الحق: ?وكذلك جعلنا في كل قرية أكابر مجرميها ليمكروا فيها وما يمكرون إلا بأنفسهم وما يشعرون ?.
قال الباطل: أستطيع أن أقتلك الآن.
قال الحق: ولكن أولادي سيقتلونك ولو بعد حين.
من عجيب شأن الحياة
من عجيب شأن الحياة أن يطلبها الناس بما تقتلهم به.
مثل الحياة
الحياة كالحسناء : إن طلبتها امتنعت منك، وإن رغبتَ عنها سعت إليك.
يقظة وغفلة
ما عجبت لشيء عجبي من يقظة أهل الباطل واجتماعهم عليه، وغفلة أهل الحق وتشتت أهوائهم فيه!.
الباطل والحق
الباطل ثعلب ماكر، والحق شاة وادعة، ولولا نصرة الله للحق لما انتصر على الباطل أبداً.
الفضيلة
الفضيلة فرس جموح لا تنقاد إلا للمتمكنين منها.
الشجاعة
ليست الشجاعة أن تقول الحق وأنت آمن، بل الشجاعة أن تقول الحق وأنت تستثقل رأسك!
السعادة
السعادة راحة النفس وطمأنينة الضمير، ولكل أناس مقاييسهم في ذلك.
العقائد بين الحب والحقد
العقائد التي يبنيها الحقد يهدمها الانتقام، والعقائد التي يبنيها الحب يحميها الإحسان.
الترفيه
المؤمن يرفه عن جد الحياة بما ينعش روحه، وبذلك يعيش حياته إنساناً كاملاً، وغير المؤمن يرفه عن جد الحياة بما يفسد إنسانيته، وبذلك يعيش حياته نصف إنسان.
التوكل والتواكل
قال التوكل: أنا ذاهب لأعمل، فقال النجاح: وأنا معك.
وقال التواكل: وأنا قاعد لأرتاح، فقال البؤس: وأنا معك.
الصدق والكذب
الصدق مطية لا تهلك صاحبها وإن عثرت به قليلاً، والكذب مطية لا تنجي صاحبها وإن جرت به طويلاً.
سر النجاح
سر النجاح في الحياة أن تواجه مصاعبها بثبات الطير في ثورة العاصفة.
لولا الإيمان
الحياة لولا الإيمان لُغْزٌ لا يفهم معناه.
الثبات
كن في الحياة كما وضعتك الحياة مع الارتفاع دائماً.
جمال الحياة
من عرف ربه رأى كل ما في الحياة جميلاً.
القوة والضعف
القوة هي ترك العدوان مع توفر أسبابه، والضعف هو الطيش عند أقل المغريات.
المؤمن والمعصية
ليس المؤمن هو الذي لا يعصي الله، ولكن المؤمن هو الذي إذا عصاه رجع إليه.
بين النبوة والعظمة
الفرق بين النبوة والعظمة هو: أن مقاييس الكمال في النبوة تقاس بمن في السماء ويا ما أكملهم! ومقاييس العظمة تقاس بمن في الأرض ويا ما أسوأهم!
نور وتراب
النبوة سماء تتكلم نوراً، والعظمة تراب يصَّعَّد غروراً، إلا العظمة المستمدة من النبوة، فإنها نور من الأرض يتّصل بنورٍ من السماء.
القسم الثاني
دواب الشيطان
إن للشيطان دواب يمتطيها ليصل بها إلى ما يريد من فتنة الناس وإغوائهم، منها: علماء السوء، ومنها: جهَلَة المتصوفة وزنادقتهم، ومنها: المرتزقون بالفكر والجمال، ومنها: الآكلون باللحى والعمائم ( أي : يخدعون بها الناس وليس لهم صلة بالعلم والدين )، وأضعف هذه الدواب وأقصرها مدى مجرمو الفقر والجهالة والتشرد.
جنود الحق
إن للحق جنوداً يخدمونه، منهم الباطل.
أدوات الشفاء
إذا اجتمع لمريض الهموم والأعباء : ركون إلى الله، وتذكر لسيرة رسول الله، وجو مرح،وسمَّار ذوو أذواق ، فقد قطع الشوط الأكبر نحو الشفاء.
قيثارة الشيطان وحبالته ودنانيره
الفَنُّ قيثارة الشيطان، والمرأة حبالته، وعلماء السوء دراهمه ودنانيره.
لذة..
لذة العابدين في المناجاة، ولذة العلماء في التفكير، ولذة الأسخياء في الإحسان، ولذة المصلحين في الهداية، ولذة الأشقياء في المشاكسة، ولذة اللئام في الأذى، ولذة الضالين في الإغواء والإفساد.
الله
العاقل يرى الله في كل شيء: في دقة التنظيم، وروعة الجمال، وإبداع الخلق، وعقوبة الظالمين.
القضاء والقدر
القضاء والقدر سرّ التوحيد، ومظهر العلم، وصمام الأمان في نظام الكون.
وجودك دليل وجوده
دلّك بجهلك على علمه، وبضعفك على قدرته، وببخلك على جوده، وبحاجتك على استغنائه، وبحدوثك على قدمه، وبوجودك على وجوده، فكيف تطلب بعد ذاتك دليلاً عليه؟
كيف؟ وأين؟
كيف يعصيه عبد شاهد قدرته؟ وأين يفر منه عبد يجده قبله وبعده؟ ومتى ينساه عبد تتوالى نعمه عليه؟
ستر الله أوسع
لو أعطانا القدرة على أن نرى الناس بما تدل عليه أعمالهم لرأى بعضنا بعضاً ذئاباً أو كلاباً أو حميراً أو خنازير، ولكن ستر الله أوسع.
الاستقامة
الاستقامة طريق أولها الكرامة، وأوسطها السلامة، وآخرها الجنة.
الدنيا
هذه الدنيا أولها بكاء، وأوسطها شقاء، وآخرها فناء، ثم إما نعيم أبداً، وإما عذاب سرمداً.
العاقلة والحمقاء
المرأة العاقلة ملك ذو جناحين تطير بزوجها على أحدهما، والمرأة الحمقاء شيطان ذو قرنين تنطح زوجها بأحدهما.
العاقل والأحمق
العاقل يشعل النار ليستدفئ بها، والأحمق يشعلها ليتحترق بها.
أين يسكن الخير؟
سأل الخير ربه: أين أجد مكاني؟ فقال: في قلوب المنكسرين إليَّ، المتعرِّفين عليَّ!.
التفاؤل
إذا نظرت بعين التفاؤل إلى الوجود رأيت الجمال شائعاً في كل ذراته، حتى القبح تجد فيه جمالاً..
القناعة
لا يكن همّك أن تكون غنيَّا، بل أن لا تكون فقيراً، وبين الفقر والغنى منزلة القانعين.
جناحان
طر إلى الله بجناحين من حب له، وثقة به.
القلب الممتلئ
الصندوق الممتلئ بالجواهر لا يتسع للحصى، والقلب الممتلئ بالحكمة لا يتسع للصغائر.
الحظوظ
قد تخدم الحظوظ الأشقياء ولكنها لا تجعلهم سعداء، وقد تواتي الظروف الظالمين ولكنها لا تجعلهم خالدين.
نعمة العقل
الصغار والمجانين لا يعرفون الأحزان، ومع ذلك فالكبار العقلاء أسعد منهم.
الآلام
الآلام طريق الخلود لكبار العزائم، وطريق الخمول لصغارها.
العاقبة
إنما تحمد اللذة إذا أعقبت طيب النفس، فإن أعقبت خبثاً كانت سمًّا.
حقيقة اللذة والألم
اللذة والألم ينبعثان من تصور النفس لحقيقتهما، فكم من لذة يراها غيرك ألماً، وكم من ألم يراه غيرك لذة.
الألم امتحان
الألم امتحان لفضائل النفس وصقل لمواهبها.
الألم واللذة
لولا الألم لما استمتع الإنسان باللذة.
· قلَّ أن تخلو لذة من ألم، أو ألم من لذة.
الإيمان
الإيمان يعطينا في الحياة ما نكسب به قلوب الناس دائماً: الأمانة، والصدق, والحب، وحسن المعاملة.
المغرور
المغرور إنسان نفخ الشيطان في دماغه، وطمس من بصره، وأضعف من ذوقه، فهو مخلوق مشوَّه.
الكذاب والخائن
لا يكذب من يثق بنفسه، ولا يخون من يعتز بشرفه.
الحق والحب
بالحق خلقت السموات والأرض، وبالحب قامتا.
رائحة الجنة
من أحبه الأخيار من عباد الله استطاع أن يشمّ رائحة الجنة.
إذا أردت أن تعرف
إذا أردت أن تعرف منزلتك عنده فانظر: أين أقامك؟ وبمَ استعملك؟
معنى العبادة
العبادة رجاء العبد سيده أن يبقيه رقيقاً.
المؤمن والكافر
المؤمن حر ولو كُبِّل بالقيود، والكافر عبد ولو خفقت له البنود.
من علامة رضاه
من علامة رضاه عنك أن يطلبك قبل أن تطلبه، وأن يدلك عليه قبل أن تبحث عنه.
الحاجة إليه
عَلِم أنك لا تصفو مودتك له فأحوجك إليه لتقبل بكل ذاتك عليه.
الطائر السجين
كم من طائر يظن أنه يحلّق في السماء وهو سجين قفصه، أولئك المفتونون من علماء السوء.
الصحة والمرض
إذا أمرضك فأقبلت عليه فقد منحك الصحة، وإذا عافاك فأعرضت عنه فقد أمرضك.
الأنس بالله
إذا أوحشك من نفسك وآنسك به فقد أحبّك.
علامة القبول
إذا قبلك نسب إليك ما لم تفعل, وإذا سخطك نسب إلى غيرك ما فعلت.
الإخلاص
إذا كان لا يقبل من العمل إلا ما كان خالصاً لوجهه إنا إذاً لهالكون.
موثق ومعتق
عبد الذنب موثق، وعبد الطاعة معتق.
عبد العبد وعبد السيد
عبد العبد يستطيع فكاك نفسه بالمال، وعبد السيد لا يستطيع فكاك نفسه إلا بالأعمال.
المعصية والطاعة
المعصية سجن وشؤم وعار، والطاعة حرية ويمن وفخار.
لحظات!
بين المعصية والطاعة صبر النفس عن هواها لحظات.
بين صبرين
الصبر على الهوى أشق من الصبر في المعركة وأعظم أجراً، فالشجاع يدخل المعركة يمضغ في شدقيه لذة الظفر، فإذا حمي الوطيس نشطت نفسه وزغردت، والمؤمن وهو يصارع هواه يتجرَّع مرارة الحرمان فإذا صمّم على الصبر ولَّت نفسه وأعولت، والشجاع يحارب أعداءه رياءً وسمعة وعصبية واحتساباً، ولكن المؤمن لا يحارب أهواءه إلا طاعة واحتساباً.
مناجاة!
يا رب إذا كان في أنبيائك أولو العزم وغير أولي العزم وجميعهم أحباؤك، أفلا يكون في عبادك أولو الصبر وغير أولي الصبر وجميعهم عتقاؤك؟
مناجاة!
إلهي! وعزتك ما عصيناك اجتراءً على مقامك، ولا استحلالاً لحرامك، ولكن غلبتنا أنفسنا وطمعنا في واسع غفرانك، فلئن طاردنا شبح المعصية لنلوذنًّ بعظيم جنابك، ولئن استحكمت حولنا حلقات الإثم لنفكنها بصادق وعدك في كتابك، ولئن أغرى الشيطان نفوسنا باللذة حين عصيناك، فليغرين الإيمان قلوبنا بما للتائبين من فسيح جنانك، ولئن انتصر الشيطان علينا لحظات، فلنستنصرنَّ بك الدهر كله، ولئن كذب الشيطان في إغوائه، ليصدقن الله في رجائه.
لمَ لا ينشرون فضائل الرسول صلى الله عليه وسلم
إذا أحب الناس إنساناً كتموا عيوبه ونشروا حسناته، فكيف لا ينشر المؤمنون فضائل رسولهم وليست له عيوب؟
رسول الله والأنبياء
لئن شقَّ موسى بحراً من الماء فانحسر عن رمل وحصى، فقد شقَّ محمد صلى الله عليه وسلم بحوراً من النفوس فانحسرت عن عظماء خالدين، ولئن ردَّ الله ليوشع شمساً غابت بعد لحظات فقد ردَّ الله بمحمد إلى الدنيا شمساً لا تغيب مدى الحياة، ولئن أحيا عيسى الموتى ثم ماتوا فقد أحيا محمد أمماً ثم لم تمت ..
إذا امتلأ القلب
إذا امتلأ القلب بالمحبة أشرق الوجه، إذا امتلأ بالهيبة خشعت الجوارح، وإذا امتلأ بالحكمة استقام التفكير، وإذا امتلأ بالهوى ثار البطن والفرج.
لا يحاسب
المريض المتألم كالنائم: يهذر ويرفث ولكنه لا يحاسب.
لا تعظ!
لا تعظ مغلوباً على هواه حتى يعود إليه بعض عقله.
كل محبة تورث شيئاً
محبة الله تورث السلامة، ومحبة الناس تورث الندامة، ومحبة الزوجة تورث الجنون.
إذا همّت نفسك
إذا همّت نفسك بالمعصية فذكرها بالله، فإذا لم ترجع فذكرها بأخلاق الرجال، فإذا لم ترجع فذكرها بالفضيحة إذا علم بها الناس، فإذا لم ترجع فاعلم أنك تلك الساعة قد انقلبت إلى حيوان.
أخف العيوب
لكل إنسان عيب، وأخف العيوب ما لا تكون له آثار تبقى.
احذر وأسرع
إذا مدك الله بالنعم وأنت على معاصيه فاعلم بأنك مستدرج، وإذا سترك فلم يفضحك، فاعلم أنه أراد منك الإسراع في العودة إليه.
أنواع الحب
الحب وَلَهُ القلب، فإن تعلق بحقير كان وَلَه الأطفال، وإن تعلق بإثم كان وله الحمقى، وإن تعلق بفان كان وله المرضى، وإن تعلق بباق عظيم كان وله الأنبياء والصديقين.
بين الخوف والرجاء
يخوّفنا بعقابه فأين رحمته؟ ويرجينا برحمته فأين عذابه؟ هما أمران ثابتان: رحمته وعذابه، فللمؤمن بينهما مقامان متلازمان: خوفه ورجاؤه.
مواضيع مماثلة
» كتاب قصص الأنبياء للإمام بن كثير .... سارع بالتحميل
» كتاب يسمى مثلث التوحيد حرف من القرآن بس المتدينيين يدخلون
» كتاب تفسير الأحلام لإبن سيرين كملف للتحميل
» تحميل كتاب الاضواء للكيمياء للثانويه العامه مصور على هيئة pdf
» تحميل كتاب الامتحان فى مادة الاحياء للثانوية العامة 2012
» كتاب يسمى مثلث التوحيد حرف من القرآن بس المتدينيين يدخلون
» كتاب تفسير الأحلام لإبن سيرين كملف للتحميل
» تحميل كتاب الاضواء للكيمياء للثانويه العامه مصور على هيئة pdf
» تحميل كتاب الامتحان فى مادة الاحياء للثانوية العامة 2012
منتديات نهر الحياة / Forum rever of life :: قسم القرائة و التعليم / Reading and education department :: كتب / Books
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى